سورة الكهف - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


قالتهُم القبيحةُ نتيجةُ جَهْلِهم بوحدانيةِ الله، ولقد توارثوا ذلك الجهلَ عن أسلافهم؛ والحيَّةُ لا تَلِدُ حَيَّةَ!
كُبَرتْ كلمتُهم في الإثم لمَّا خَصَّت في المعنى. ومَنْ نطق بما لم يحصل له به إذنٌ لَحِقَه هذا الوصف. ومَنْ تكلَّمَ في هذا الشأن قبل أوانه فقد دخل في غمار هؤلاء.


مِنْ فَرْطِ شفقته- صلى الله عليه وسلم- داخَلَه الحزنُ لامتناعهم عن الإيمان، فهوَّن الله- سبحانه- عليه الحالَ، بما يشبه العتابَ في الظاهر؛ كأنه قال له: لِِمَ كل هذا؟ ليس في امتناعهم- في عَدِّنا- أثر، ولا في الدِّين من ذلك ضرر.. فلا عليكَ من ذلك.
ويقال أشهده جريانَ التقدير، وعَرَّفَه أنه- وإنْ كان كُفْرِهم منْهِيَّاً عنه في الشرع- فهو في الحقيقة مُرَادُ الحق.


قوله جلّ ذكره: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا}.
ما علىلأرض زينة لها تُدْرَكُ بالأبصار، وممن على الأرض من هو زينة لها يُعْرَفُ بالأسرار. وإنَّ قيمةَ الأوطانِ لقُطَّانها، وزينة المساكن في سُكَّانها.
ويقال العُبَّاد بهم زينة الدنيا، وأهلُ المعرفة بهم زينة الجنة.
ويقال الأولياءُ زينةُ الأرض وهم أَمانُ مَنْ في الأرض.
ويقال إذا تلألأت أنوار التوحيد في أسرار المرحدين أشرقت جميع الآفاق بضيائهم.
قوله جلّ ذكره: {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}.
أحسنهم عملاً أصدقهم نِيَّة، وأخلصهم طوية.
ويقال أحسنهم عملاً أكثرهم احتساباً؛ إذ لا ثوابَ لمن لا حسبة له، أعلى من هذا بل وأَوْلى من هذا فأحسنهم عملاً أشدُّهم استصغاراً لفعله، وأكثرهم استحقاراً لطاعته؛ لشجة رؤيته لتقصير فيما يعمله، ولانتقاصه أفعاله في جنب ما يستوجبه الحقُّ بحقِّ أمره.
ويقال أحسنُ أعمال المرءِ نَظَرُه إلى أعماله بعين الاستحقار والاستصغار، لقول الشاعر:
وأكبرهُ من فِعْله وأعظمُه *** تصغيرُه فِعْلَه الذي فَعَله.
معناه: أكبرُ مِنْ فعلِه- الذي هو عطاؤه وبَذْلُه- تقليلُه واستصغارُه لِمَا يُعْطِيه ويجود به.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8